طريق القدس يمر عبر كربلاء

طريق القدس يمر عبر كربلاء

السياسيون المخضرمون، والمُتفهِمون لعالم السياسة، يعلمون جيداً،
أن "دويلة اسرائيل، أو الكيان المحتل للقدس" بات منهاراً، ينتظر الغرق
والإنغماس التام في البحر الأبيض المتوسط، وإنه لايقوى على مواصلة تعويم
نفسه، أو المحافظة على هويته المصطنعة بإسم "اسرائيل"، بل ولايتمكن من
النظر بإطمئنان حتى للمستقبل القريب، لأنه بات أسير دائرة الأخطار والتهديدات الجادة
المحيطة به من كل حدبٍ وصوب، ولايمكن أن يتخلص من قيودها التي أسرته. إسرائيل
اليوم تحبسُ أنفاسها من جنوب لبنان وحزب الله، و...، وباتت أسيرة تهديداتٍ كاتمةً
للأنفاس، وقاتلة للنفس، ولم يكن لديها أي إستراتيجية تُنجيها، فيما تبقى شابحة النظر،
لصواريخ الشبح، التي تُهددها من غزة ومناضليها. وقد فقدت اسطورتها المصطنعة إعلاميا،
والتي باتت فكرة سياسية فارغة من أي وجودٍ حقيقي لدويلة إسرائيل، كما فقدت كل أنواع
الدعم الروحي والنفسي. فإسرائيل اليوم، لايُمكن مقارنتها ب"إسرائيل أيام موشي ديان"
التي إجتاحت وأركعت ثاث دول عربية هي مصر وسوريا والأردن. فهي اليوم تقف مُكسَّرة
الأرجُل ومُجبَّسة اليدَين، ومن أجل ذلك تتمتع بكل هذا الدعم الإعلامي الذي خططت
له مشاريع الدعاية في الإمبراطوريات الإعلامية، عسى أن تحافظ على ما تبقى من هويتها
السياسية المجعولة. وما أروع ماتنبأ به ذلك الرجل العظيم )الإمام الخميني الراحل(، الذي
كان يخشى الله رغم عبقريته، حيث تنبأ بسقوط "إمبراطورية روسيا الشيوعية بزعامة الإتحاد
السوفيتي المنهار" كما أنه فيما يخص الشرق الأوسط كان يقول: "إن طريق )تحرير القدس(
يمر عبر كرباء". نعم، إن الأبطال الفاتحين الذين لايخشون الموت، سيُعانقون القدس،
اولئك المؤمنون الحقيقيون سيعودون للشرق الأوسط، سينطلقون من كرباء، ويتزودون
بقوة "الأربعين" الوَّهاجة، ليقصدوا الصليبية المُتجددة لقرن العشرين، مشيا على الأقدام،
ِروا القدس وينقذوها من براثن الصهاينة، ويُعيدوها نقية خالية من كل دنس وشر،
ليُطهّ يؤلم القلوب والأرواح، نعم يحرروها من الصليبية الصهيونية. إن التاريخ المزور للشرق
الأوسط الذي رسمته دبلوماسية القوى التي إبتلعت العالم بُعيد الحرب العالمية الأولى،
وصل إلى خط النهاية، ولم يعد بمقدوره الإستمرار بسياسته المُشوَّهة، وبات يفتقر لأدنى
قوة أو استراتيجية لمواصلة دعمه للكيان المحتل، وإضافة حتى يوم واحد لعمر هذا
الكيان المنهار. فالتاريخ الحديث والمذهل للشرق الأوسط والذي بدأ ما بعد عام 2022 ،
سيُجسد "تحرير القدس" على يد أبطال الأربعين الذين "لايهابون الموت"، نعم اولئك
الذين لاتصدهم أي قوة سياسية أو عسكرية، ولايمكن لأي ساح إستراتيجي التصدي لهم،
لأنهم "جيشٌ جرار ولايهاب الموت"، وينشر العواطف بين بني الإنسان. ولا حيلة لخصومه
سوى التسليم لقدرته الوهاجة، والإيمان بصلابة "جيش الأربعين" المؤمن. لأن القوة النابعة
من مفردات "الإمام الحسين"، و" كرباء الحسين"، و"أربعينية الحسين"، ستمتلك وتنتشر
في كل أرض وسماء ومياه "الشرق الأوسط"، وهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس، وبشاراتٌ
بات رنين صداها يلوح في افق الغد المُشرق، لتاريخ المستقبل القريب للشرق الأوسط.